كلامك
غزير السُكَّريسري كقبلة متوغّلة في القلب يناولني حبوب منع الاكتئاب
منذ الوردة الأولى
"يحبّني
لايحبّني...
يحبني"
كلامك
يدخل كآبتي حيّز المنسيّات
قبل العشق ..التقيتك..
ممتلأة بنُقاطك كنتُ..
و كمن يستقبل حُلما في وجهكَ ارتميتُ..
تزاحمت فيّ النقاط..
كل نبضة تقول أنا أولاً... وأنا خلف أنا...
و في أول لقائنا و بغمرة حُمرة الخجل..كذبتُ.
كذبت حين قلت لك لا أحبك
يا سيدي ..فتِّش كل مخابئي
لن تجد إلا أنت
لكن كيف العثور عليّ..؟ أين أجدني و أنت غائب ؟
ما أفتك الغياب ذي المخالب و الأنياب...
هذا الغياب الذي يضع الحروف في مأزق الارتباك
فما عرفت كيف أكتب لك حزني بك
واختفت الحروف في شقوق الذاكرة قبل أن تقول للبوح هَيت لك..
لتمزق قميصه من كل جانب وتتورط فيه...
فما تبقى من سنين العمر – يا عابرا سبيل قلبي –
سوى محطات ندم
ودفتر اشتراكي في نادي الخسائر
كنت تقول لي : الحياة ليست بروفة مسرحية
هي عرض واحد...
يجب أن نعيشها بكامل أناقة الحضور و التألق
يا سيدي ..أين هي الحياة التي تريدني أن أعيشها بكامل الأناقة وأنت غائب ؟ أخبرني أين أجدها ؟
في هزيع غيابك الأخير
اصطف الوجع يحرث جرحي
ثلة من شوق وثلة من أنيـن
من دونك يااااا أنــا أنْتَ، حصيلتي لا أحد !!
لا شـيء ..
يا سيّد الغياب
..أنتَ..في سخاء النِّسيان
يا سيد الخُطى..
المُنطفئة طويلاً
المتكاثرة في الثبات
المتراجعة في سُهُب الغِياب
المتهادية في جُموح الفراغ
تواري سوءة الفراق
بعُريّ الريح
تردمُ ما اندس بيننا
من رماد غرام
رافل في جمره
في أوردة الحكايات القديمة..
تنهدت القصيدة:
في الفم ماء كثير
حين يفيض العطش
و لا عذب فرات
إلا نهرك..!