الأربعاء، 26 أكتوبر 2016

سكن الصيف بيننا الشاعر عيسى حداد رحلة العمر

سكن الصيف بيننا
احتضن الورد
وابتهج الفجر
وشق نور الصبح المفارق
احتضنني الليل لساعات
من سفيرة باريس
وملكة جمالها
ورافقني البدر سهري
اطلت النافذة علينا بالأمل
واستقطب الباب التفاؤل
تجملت مرآتي 
بخاطرتي وقصيدي
وشمعتي ندهت 
بقايا الغروب للذاكرة
سألت المساء 
عن ذاك الحلم الجميل
اين سيمكث ليله
ايقنت الروح 
ان نسيم الصيف عليل
اتى ليداعب الاناهيد برفقتي
جاءنا زائر التوقعات
كتب حكايتنا من بدايتها
بارك كل الضحكات
وزع جملة الابتسامات
سرح ضفيرة الغزل لحبيبتي
واساح معي الكحل الاسود
سمحت له التلاعب بيننا
لانه نسيم عجلوني رفيقي 
ولا احلى من صحبته للفجر
كحل عيون الشوق
ابتهج لاحمر الشفاه
وللثوب الوردي ضرب سلاما
رسم قبلة عمياء لم يعلن مكانها
جدول مواقيت اللعب
حسب تدفق الاشواق الملتهبة
واخذ دوره اللطيف
لتوزيع الهدايا
باوقات الاحتضان
والدغدغة المشوقة
قال لصمت الصيف انهض
حان السهر الحنون
الورد صاحي يغازل الاقمار
والعصافير تنده المواويل
والشموع تذوب لهفات الحنين
هناك امرأة حسناء اشتهت الرفقة
طلبت كأس خمرها بخجل
اسكرها الحسن مرتين
ارتشفت نبيذها العجلوني
قالت هذا من وطن 
جميل فيه صنع
ومن دواليها تعتق
انا ملك يديك فامضي بي للحلم
هفهفها النسيم من باب الواد
نظرت الى سجل الايام
قالت سجل مواعيدي 
بين احضانك حبيبي
الكل اختمر
النبيذ معتق من كرمي 
سكرت اسمهان 
خالطها الاندماج حبيبها
خالطتهما القهقهات سويا
هبات النسيم
ليل عجلون ساحر ويبهر
القمر صاحي يرافقنا 
رمت الامتعة العتيقة
لتلبس ثوب حلمي
وتكسير الكؤوس 
واللوز العجلوني
الحضن دافئ 
والنسيم لطيف
رحلة العمر تزهوها 
قصائدها اليوم
واشعار حبيبتي 
تساجلني من شفتيها
درر تسترسل الهوى
وتبوح الغرام بتنهد
اين كنت منذ حداثة العمر
ايها العاشق الملهوف
لما لم تاتني مبكرا
كثيرا من ايام عمري 
راحت سدى علي بدونك حبيبي
لم اتوقع هذه العلاقة ان تصل بنا
الى هذا السهر الجميل
والعناق المتواصل 
المشتعل بوهج البدر
يداك فكفكت كل اربطتي 
الممنوعة اللمس
وحدك انت حبيبي 
من اجتاز كل هذا الامر
وتخطى جميع الحواجز
من على مسارح صدري
وكتب على هويتي اسم اخر
ساحة الخصر مطوبة لك
من الان فامتلك طابها
الممنوع بترخيصي انا
انا هي من سمحت 
لك التجول بحدائق
صيفها الملون بعذوبته
فقط كل ما كان ينقص ظفيرتي 
خمر عجلون 
ومشط اصابعك اللعوب
وسهرة ببيروت تجمعنا بين الروابي
وعاشقين مثلنا يحملان نفس الاسمين
وكراسة تدوين عمياء
تعجن خبز الاحداث عليهما 
وماء التواصل على جنبات السهر
الشاعر
عيسى حداد
رحلة العمر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق